الدرس الثالث والعشرون: ماهي جهنم وأين هي؟

"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" يوحنا 3: 16

 

     يتضمن هذا العدد أمرين مهمين: الأول القابلين بيسوع المسيح مخلصاً ينالون الحياة الأبدية. والثاني إن من يرفضونه فهم حتماً هالكون. تعني كلمة جهنم في ذهن أكثر الناس أتوناً كبيراً متقداً مروعاً حيث يجّر الله إليه الأشرار عند الموت ليتعذبوا مدى الدهور الأبدية.

 

     لنطرح عنا الفكرة القديمة عن جهنم ولنتقدم إلى البحث بروح الإستقصاء الجدي من كتاب الله وعندئذٍ فقط نستطيع أن نرى حقيقة العقاب النهائي للخطية والخطاة، نستطيع أن نرى كيف يستأصل الله الرحيم من الكون الواسع الشر وفاعلي الشر.

 

معنى جهنم

1. كان خارج أسوار أورشليم في الجهة الجنوبية الشرقية وادٍ سمي بوادي إبن هنوم "واخرج الى وادي ابن هنوم الذي عند مدخل باب الفخّار وناد هناك بالكلمات التي اكلمك بها" إرميا 19: 2. وفي هذا الوادي بنى اليهود المرتفعات التي سموها توفة وقدموا عليها محرقات وذبائح للبعل ولمولوك منكرين بذلك الإرتداد والولاء لله الحي. "وبنو مرتفعات توفة التي في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار الذي لم آمر به ولا صعد على قلبي" إرميا 7: 31؛ "وبنوا المرتفعات للبعل التي في وادي ابن هنوم ليجيزوا بنيهم وبناتهم في النار لمولك الأمر الذي لم اوصهم به ولا صعد على قلبي ليعملوا هذا الرجس ليجعلوا يهوذا يخطئ" إرميا 32: 35؛ "وبتقديم عطاياكم واجازة ابنائكم في النار تتنجسون بكل اصنامكم الى اليوم. فهل أسأل منكم يا بيت اسرائيل. حيّ انا يقول السيد الرب لا أسأل منكم" حزقيال 20: 31.

 

     وفي أيام يوشيا ملك يهوذا تنجست توفة التي في وادي ابن هنوم "ونجس توفة التي في وادي بني هنوم لكي لا يعبّر احد ابنه او ابنته في النار لمولك" 2ملوك 23: 10. وصارت موضعاً ترمى فيه نفايات المدينة وجثث الحيوانات حيث تحرق بالنار المشتعلة ليل نهار. أما ما لم تطله النار من تلك الأقذار فتولدت فيه بالطبع الديدان حتى أن اليهود جعلوا من هذا الإسم جهنم (وادي هنوم) عََلماً لموضع العقاب. إن الكلمة مركبة في الأصل من جن اليونانية ومعناها أرض، وهنوم إسم صاحب هذه الأرض.

 

     لقد كان يستعمل اليهود هذا التعبير منذ عهد إشعياء النبي رمزاً للمكان الذي يهلك فيه الأشرار نهائياً "لان تفتة مرتبة منذ الامس مهيأة هي ايضا للملك عميقة واسعة كومتها نار وحطب بكثرة. نفخة الرب كنهر كبريت توقدها" إشعياء 30: 33.

 

كم من الناس في الجحيم الآن

2. ماذا يقول المسيح عن أكثرية الناس؟

"ادخلوا من الباب الضيق. لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه" متى 7: 13 و 14.

 

     إن الأكثرية الساحقة من الناس لا تقيم وزناً للخلاص ولا تكترث للأمور الأبدية. ينكرون يسوع المخلص الوحيد ويخونونه كل يوم فيصلبونه غير مبالين وهم يستمرون في سيرهم نحو الهلاك على الطريق الواسعة وذلك في الغالب لأنهم لا يؤمنون بعدالة الله أو يحسبون أن رحمته تشملهم فهم يضربون هذه المحبة الإلهية عرض الحائط.

 

     فلو صحّت النظرية القائلة أن الإنسان يغور فور الموت في نار جهنم لأنه تعدى الوصايا لكانت ملايين الملايين من الناس تتعذب الآن بعذابٍ لا حد له. إن ما تذكره الأسفار المقدسة عن عقاب الخطية لمخيفٌ جداً دون الإضطرار إلى الإضافة الباطلة إليه كما وصفتها أقلام رجال الدين وهو حسب نظريتهم يبتدىء عند الموت دون دينونة ولا قيامة كأنما العدالة قد إحتل مكانها الظلم. لذلك نرى من واجبنا أن نبين حق الله ولا نقلل من حقيقة ما إنطوى عليه القصاص من حدة.

 

3. كيف أكّد بطرس الرسول أن الأموات الأشرار لا يُعذبون الآن؟

"واما السموات والارض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" 2بطرس 3: 7. "يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين" 2بطرس 2: 9

 

     نستدل من كلام بطرس الرسول أن الأثمة الأشرار لا يجتازون الآن العقاب الأليم بل هم محفوظون إلى يوم الدين لينالوا ما إستحقوه من القصاص والقديس بولس عرف أن يوم الدينونة هو في حكم المستقبل، لذلك وهو يتكلم مع فيلكس سماها في سياق حديثه الدينونة العتيدة "وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة ان تكون ارتعب فيلكس واجاب اما الآن فاذهب متى حصلت على وقت استدعيك" أعمال 24: 25.

 

عقاب الأشرار لا يزال أمراً مستقبلاً

4. بأي كلمات أظهر المسيح أن عقاب الأشرار لا يزال أمراً مستقبلاً؟

"فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" متى 16: 27 "... الكلام الذي تكلمتُ به هو سوف يدينه في اليوم الأخير" يوحنا 12: 48.

 

     كل الآيات التي تشير إلى عقاب الأشرار بالنار توضح بجلاءٍ أن هذا العقاب سيحدث بعد نهاية الدينونة وإنتهاء العالم. فالدينونة لم تنتهِ ولا يمكن أن يُعاقب الأثمة ما لم يتقرر في محكمة القضاء السماوية مصير كل واحد حسب إستحقاقه.

 

5. بأية لغة صريحة يخبرنا يسوع عن الزمن الذي يباد فيه الأشرار؟

"والحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير. والعدو الذي زرعه هو ابليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة. فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم" متى 13: 38-40.

 

         ليس من تصريحٍ أبسط من هذا ليدل فيه المسيح على أن الأشرار يبادون في إنقضاء العالم. وطالما العالم باقٍ فالأشرار لا يدانون ولا يبيدون.

 

6. ما هي الحوادث العامة المستقبلة لكلا الأبرار والأشرار؟

"لا تتعجبوا من هذا. فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت الى قيامة الدينونة" يوحنا 5: 28 و 29.

 

     لا تزال القيامة أمراً عتيداً. يقوم الأبرار في القيامة الأولى والأشرار في القيامة الثانية. فلو كان الأشرار يتعذبون الآن في جهنم قصاصاً على ما فعلوه فما هو الداعي إذ ذاك لقيامتهم في يوم القيامة؟

 

     مات قايين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة فلو كان يكابد الآلام المبرحة كما يعتقد الكثيرون أفلا يكون من الغرابة بأن يُستدعى في نهاية العالم ليتقرر فيما إذا كان مستحقاً النار أم لا؟ ليس من منطق يقبل هذه النظرية، كلا، ولا الكتاب يعلمنا هكذا، فقايين وكل الأشرار هم الآن "محفوظون" باقون إلى أن تنتهي الدينونة وعندئذٍ فقط ينال كل ما إستحقه خيراً كان أم شراً.

 

أين يكون مركز جهنم

7. أين يُقضى على الأشرار؟

"فصعدوا على عرض الارض واحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء واكلتهم" رؤيا 20: 9. "يمطر على الاشرار فخاخا نارا وكبريتا وريح السموم نصيب كاسهم" مزمور 11: 6.

 

     هذان العددان يتفقان مع أمثال 11: 31 "هوذا الصدّيق يجازى في الارض فكم بالحري الشرير والخاطئ" بأنه على هذه الأرض لا سواها يهلك الأشرار في نهاية العالم.

 

ستتلاشى الخطية بالنار

8. إلى أي مصير ينتهي الأشرار؟

"فهوذا ياتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الآتي قال رب الجنود فلا يبقي لهم اصلا ولا فرعا. وتدوسون الاشرار لانهم يكونون رمادا تحت بطون اقدامكم يوم افعل هذا قال رب الجنود" ملاخي 4: 1 و 3. "ها انهم قد صاروا كالقش. احرقتهم النار. لا ينجون انفسهم من يد اللهيب. ليس هو جمرا للاستدفاء ولا نارا للجلوس تجاهها" إشعياء 47: 14. "يؤكلون كالقش اليابس بالكمال" ناحوم 1: 10

 

     سيتحول الأشرار إلى رماد كالقش اليابس الذي تلتهمه النار فلا يبقى لهم "أصلاً ولا فرعاً" كأنهم لم يكونوا في الوجود.

 

9. كيف يصف المرنم حالة الخطاة النهائية؟

"لان الاشرار يهلكون واعداء الرب كبهاء المراعي. فنوا. كالدخان فنوا. بعد قليل لا يكون الشرير. تطلع في مكانه فلا يكون" مزمور 37: 20 و 10.

 

     الدخان المتصاعد من النار الآكلة يتناثر في الفضاء الواسع غير تارك أدنى أثر على الإطلاق. كل مايذكرنا بالخطاة يتلاشى فيصبحون وكأنهم لم يكونونا على الأرض. نُسي ذكرهم وإسمهم إلى الأبد.

 

الإبادة التامة-الموت الثاني

10. هل يبقى في الوجود قسم ثانٍ من الخاطىء كالنفس مثلاً؟

"ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" متى 10: 28

 

     يكون هلاك الأشرار نفساً وجسداً فلا يبقى لهم ذكر البتة. ما أجلى هذه الآية في البيان فإنها لا تترك مجالاً للتقدير والتخمين فالرب مزمع أن يهلك الخطاة نفساً وجسداً.

 

11. ما هي حالة الهالكين النهائية؟

"لأن أجرة الخطية هي موت" رومية 6: 23. "من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني" رؤيا 2: 11.

 

     يشمل الموت الأول جميع الناس بسبب الخطية، صالحين أو طالحين. أما مجازاة الأشرار فهلاكهم أبدي بالنار النازلة من السماء لتحرقهم وتمحو ذكرهم إلى الأبد. هذا هو الموت الثاني.

 

12. كيف يبين الله محبته للذين لا يقبلون الخلاص بيسوع المسيح؟

"ويكونون كأنهم لم يكونوأ" عوبديا 16.

 

     هكذا تكون نهاية الأشرار حتى إن ذكرهم لا يبقى في مخيلة المخلصين.  "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت" رؤيا 21: 4. يا لها من محبة فائقة تلك المحبة الإلهية التي تنهي الوجع والبكاء والحزن والصراخ من قلوب المخلصين.

 

     قابل نظرية العقاب الأبدي التي هي من إختراع الشيطان ومن أفكاره السخيفة بتعليم الكتاب المقدس الذي يصور لك حقيقة الله الكريم. لقد إجتاحت الوثنية التعاليم المسيحية فصورت لنا الله منتقماً ظالماً يسمح بالعذاب اللامتناهي لمجرد عصيان الإنسان لوصاياه. أجرة الخطية هي موت وما الموت إلا رحمة من الله حتى ينهي من الوجود الأوجاع والآلام. "ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله" رومية 2: 5 و 6.

 

     سيعذب البعض أكثر من سواهم بقدر ما كان عصيانهم أكثر. إنما جميع الخطاة سيكونون أخيراً "كأنهم لم يكونوا". "واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا. ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا. فكل من أعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر" لوقا 12: 47 و 48.

 

نهاية الخطية

13. كيف يصف الله إيقاعه العقاب عدلاً على الأشرار؟

"لانه كما في جبل فراصيم يقوم الرب وكما في الوطاء عند جبعون يسخط ليفعل فعله فعله الغريب وليعمل عمله عمله الغريب" إشعياء 28: 21.

 

     بكربٍ وألمٍ يتوقع المسيح أن يفعل "فعله الغريب" ويعمل "عمله الغريب". يأتي وقت حين لا يقدر أن يخلص من قُدم لهم الخلاص فرفضوه وإستحقوا الهلاك. هو يقلع بمحبة الطبيب العطوف سرطان الخطية من الأصول والجذوع.

 

     أقبل الجلاد وبيده سيفه البتار. هوذا محكوم عليه بالإعدام. نظر إليه فإذا به أمام صديق قديم واقف ينتظر التنفيذ. لقد عاشا في المدرسة رفيقين سعيدين فقال الواحد للآخر بعد وقوع العين على العين: "أأنت فؤاد؟" "نعم يا فريد".

 

     عزّ على فريد أن يقطع رأس صديقه فإلتمس من أُوليَ الأمر الواقفين أن يعفوه من هذه المأمورية القاسية ولكن فؤاد أجاب بالحال " قم يا فريد بمهمةٍ وُكلتَ بها فإنني مستحق عقاب الجريمة فلا أنا أحقد ولا غيري يلومك. هو الواجب فإمضِ في ما جئتَ لأجله وإن حياتي بيدك فهي لا تستحق البقاء".

 

     هكذا سيعترف الهالكون بعظم جريمتهم وبعدل الله. "لانه مكتوب انا حيّ يقول الرب انه لي ستجثو كل ركبة وكل لسان سيحمد الله" رومية 14: 11. ولن يهلك الله نفساً ما لم تكن قد سمعت ورفضت الإصغاء والقبول "كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم" يوحنا 1: 9. وما نزل المسيح إلى الأرض إلا ليهب الجميع الخلاص مجاناً على شرط قبولهم فقط.

 

14. كيف يمحى نهائياً كل ذكر للخطاة والخطية؟

"واما السموات والارض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار. ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها" 2بطرس 3: 7  و 10. "لأني هأنذا خالقٌ سموات جديدة وأرضاً جديدة فلا تذكر الأولى ولا تخطر على بال" إشعياء 65: 17.

 

     إن كومة الخطية الفاسدة ستحترق بالنار المتقدة وسيتعهد الله الكون بأجمعه لئلا تتكرر الخطية مرة ثانية. "ماذا تفتكرون على الرب. هو صانع هلاكاً تاماً. لا يقوم الضيق مرتين" ناحوم 1: 9.

 

     يصرح القديس بطرس بأن خراب الأرض بالنار وهلاك الناس الفجار خادثتان تظهران بوقت واحد فالأرض لُعنت لعناً وفسدت فساداً بسبب الخطية وهي لا تليق بعد لتكون مسكناً للأبرار ولا تستطيع إحتمال بهاء الله ومجده. لذلك يجب أن تطهر بالنار وتخلق من جديد وإذ تمحى الخطية وكل أثر للخطية فلا بد من محو الأشرار ايضاً.

 

     تخرج الأرض من هذا التطهير الكلي كما كانت يوم خلقها الله لا تشوبها شائبة. فالأشرار قد هلكوا هلاكاً وكانت الأرض التي فسدوا عليها مكان قصاصهم كما ستكون هي نفسها مكان ثواب الأبرار بعد أن تكون قد تمحصت تمحصاً وإحترقت منها وفيها كل جراثيم الفساد. هي الجحيم للخطاة وهي النعيم للأبرار.

 

     إن الخطية التي سمرت المسيح على الصليب لا يمكن أن تبقى سائدة في العالم بل تستأصل من الجذوع ويستأصل معها فاعلو الشر الذين يراعون الإثم في قلوبهم. لا يبقى عندئذٍ في عالم الله أثر من لعنة الخطية بل يكون الكل كاملاً وجميلاً.

 

     الخطية خداعة لأنها تعد بالحرية وتحمل العبودية، تعد بالتقدم وتجلب الإنحطاط والشلل، تعد بالحياة وتنطوي على الموت. الخطية عدو الله والإنسان ويجب أن تمحى من الوجود وسيمحوها "ابن الإنسان" الذي سيرسل "ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإ ثم ويطرحونهم في أتون النار... حينئذٍ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" متى 13: 41-43. لا تتمسك بالخطية يا أخي لأنها تسقط بك إلى الحضيض الأسفل.

 

تأملات روحية

"وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" رؤيا 20: 15. كانت النار معدة لأبليس وملائكته وهذه النار نفسها ستهلك الأشرار "ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته" متى 25: 41.

 

     لا يدخل هذه النار إلا من إختار ذلك لنفسه، كل من إختار البُطل على الحق وإبليس على المسيح. لم يحتم الله بهلاك نفسٍ لأن الخلاص الذي صنعه كامل شامل للجميع فلا يهلك إلا من إختار الهلاك دون الخلاص. إن مصيرك الأبدي عزيزي هو بيدك وأنت وحدك تبت فيه. فهل كُتب إسمك في سفر الحياة؟ هل قبلت المسيح مخلصاً لك؟ وهل عزمت بأن تتبعه إلى نهاية الطريق؟ إذن لا خوف عليك من جهة المستقبل.

 

صلاة

     أيها الآب السماوي إحفظني من شر الخطية وساعدني لكي أنذر الغير عن الشرور الكامنة وراء العصيان. أطلب إليك يا رب أن يبقى اسمي مكتوباً في سفر الحياة في السماء وخلصني أخيراً في ملكوتك بإسم يسوع إبنك الحبيب آمين.