طوبى للمساكين بالروح

ففتح فاه وعلمهم قائلاً طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات.      متى 5: 2 و 3

إنّ مَن يغفر له المسيح يجعله أولاً نادماً تائباً, وعمل الروح القدس هو التبكيت على الخطية. فالذين تأثرت قلوبهم بتبكيت روح الله لا يرون في ذواتهم شيئا صالحا. ويرون أنّ كل ما قد فعلوه ممتزج بالذات والخطية. وكالعشار المسكين يقفون من بعيد لا يجرؤون حتى على رفع عيونهم نحو السماء ويصرخون قائلين: اللهم ارحمني أنا الخاطيء (لوقا 18: 13). وهم مطوّبون. يوجد غفران للتائبين, ,لأن المسيح هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1: 29). ووعد الله هو هذا: إنْ كانت خطاياكم كالقرمز تبيضّ كالثلج إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف (إشعياء 1: 18) وأعطيكم قلبا جديدا... واجعل روحي في داخلكم (حزقيال 36: 26 و 27). ويقول يسوع عن المساكين بالروح إنّ لهم ملكوت السموات. إنّ هذا الملكوت ليس كما كان ينتظر سامعو المسيح، ملكوتا زمنيا ارضيا. لقد كان المسيح يفتح للناس الملكوت الروحي، ملكوت محبته ونعمته وبرّه. إنّ شعار ملك مسيا يتميّز بصورة ابن الإنسان. فرعاياه هم المساكين بالروح والودعاء وجماعة المضُطهدين المطرودين من أجل البرّ. وملكوت السموات لهم. ومع أنّ العمل لم يكمُل بعد فقد بدأ فيهم وهو الذي سيؤهلهم لشركة ميراث القديسين في النور (كولوسي 1: 12).

إنّ من عندهم الشعور بفقر نفوسهم العميق ويحسّون بأنّه لا يوجد فيهم شيء صـالح يمكنهم أن يجـدوا البرّ والقوة بالالتفات إلي يسـوع. فهـو يقول: تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال (متى 11: 28). وهو يأمرنا أن نستبدل فقرنا بغنى نعمته. إنّنا لسنا أهلا لمحبة الله ولكن المسيح ضامننا مستحق، وهو قادر أن يخلص إلى التمام جميع الذين يأتون إليه. مهما يكن نوع اختبارك الماضي, ومهما تكن ظروفك الحاضرة مفشّلة فلئن أتيت إلى يسوع كما أنت، ضعيفاً وعاجزاً وبائساً, فإنّ مخلصنا الرحيم سيلاقيك من بعيد ويطوّقك بذراعي محبته ويكسوك برداء برّه. وهو يقدمنا إلى الآب متسربلين بالثوب الأبيض ثوب صفاته. وهو يسأل الله من أجلنا قائلا: لقد أخذت مكان الخاطيء فلا تنظر إلى هذا الابن العاصي بل انظر إليّ. فإذا احتج الشيطان ضد نفوسنا بصوت عال متهما إيانا بالخطية ومطالبا بان نكون فريسته فإنّ دم المسيح يحتج بقوة أعظم.

 

إلن هوايت، المعلم الأعظم: 345 و 346