التواضـــع

لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه. في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين. إشعياء 57 : 15
إنّ موسى عندما أُخِفيَ في شق الصخرة رأى مجد الله. وعندما نختبيء نحن في الصخرة المشقوقة يغطينا المسيح بيده المثقوبة فنسمع ما يقول الرب لعبيده. والله سيعلن نفسه لنا كما لموسى على أنه رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء, حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الاسم والمعصية والخطية. خروج 34 : 6 و7.
إنّ عمل الفداء ينطوي على نتائج يصعب على الإنسان أن يدركها. ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه.1كورنثوس 2 : 9. فالخاطيء إذ تجتذبه قوة المسيح وإذ يقترب إلى الصلـيب المرفوع وينطرح أمــامه تكون هناك خليقة جــديدة. فيُعطَى له قلب جديد ويصير خليقة جديدة في المسيح يسوع. والقداسة تجد انّه لا يوجد لديها مطلب آخر. والله نفسه هو الذي: يبرر من هو من الإيمان بيسوع. (رومية 3 : 26). والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً ( رومية 8 : 30 ). ومع عظمة العار والانحطاط الذين أحدثتهما الخطية فإنّ الكرامة والمجد اللذين تحققهما المحبة الفادية هما أعظم. والناس الذين يجاهدون ليكونوا مماثلين لصورة الله مذخور لهم مؤونة عظيمة من كنز السـماء وقوة فائقـة سـامية ترفعـهم إلى درجه أسمى حتى من الملائكة الذين لم يخطئوا.
هكذا قال الرب للمُهان النفس لمكروه الأمة ينظر ملوك فيقومون. رؤساء فيسجدون. لأجل الرب الذي هو أمين وقدوس إسرائيل الذي قد اختارك. (إشعياء 49 : 7). لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع. (لوقا 18 : 14).

 

المعلم الاعظم ص 118