بركة المال

ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ (مرقس 8: 36)

تأمل في حياة الكثيرين مِمّن يَدّعون انهم مسيحيون فقد منحهم الرب إمكانيات وقوة ونفوذاً. وقد أودع لديهم المال لكي يكونوا عاملين معه في عمل الفداء العظيم. وكل هباته يجب استخدامها في مباركة الإنسانية وتخفيف آلام المتألمين والمعوزين. فعلينا أن نطعم الجياع ونكسو العراة ونهتم بالأرملة واليتيم ونخدم المتضايقين المنسحقين. إنّ الله لم يكن يريد قط أن تَعّم حالة الشقاء هذه المنتشرة في العالم. وهو لم يقصد أن إنساناً واحداً يكون لديه من أسباب الرفاهية والترف ما يزيد كثيراً عن حاجته، بينما أبناء جيرانه يصرخون في طلب الخبز. فالأموال الزائدة عن حاجات الحياة الفعلية مُسَلَمة للإنسـان لكي يفعل بها الخير ويبـارك البشـرية. إنّ الرب يقول : بيعوا مالكم وأعطوا صدقة. (لوقا 12: 33). كونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع. (1تيموثاوس 6: 18)، إذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجـدع العـرج العمـي. (لوقا 14: 13). حل قيـود الشـر، فــك عقـد النيـر، إطلاق المسحوقين أحراراً، قطع كل نير، أن تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عريانًا أن تكسوه، أشبعت النفس الذليلة. (إشعياء 58: 6و7و10). اذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. (مرقس 16: 15). هذه هي أوامر الرب. فهل الأكثرية العظمي من المعترفين بالمسيحية قائمون بهذا العمل؟
واأسفاه, فما أكثر من يخصصون هبات الله لأنفسهم وما أكثر من يضيفون بيتاً إلى بيت ويقرنون حقلاً بحقل. وما أكثر من ينفقون أموالهم على الملذّات وإشباع النهم والبيوت والأثاثات والثياب المتطرفة. إن بين جنسهم يتركون عرضة للشقاء والجرائم والأمراض والموت. إنّ كثيرين يهلكون دون أن يلقي أحد عليهم نظرة عطف أو ينطق بكلمة محبة أو يعمل عملا من أعمال العطف.

 

إلن ج. هوايت، المعلم الأعظم: 292 و 293