أعمدة وعروش

قال المسيح: مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ، مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي... وَاسْمِي الْجَدِيدَ. (رؤيا 3: 21و12) 

وكذلك يكتب بولس الرسول قائلا: فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ. (2 تيموثاوس 4: 6-8).
إن من يقف في أدنى قرب من المسيح هو ذاك الذي تَشَرَّبَ أكثر من غيره من روح محبته المضحية بذاتها- المحبة التي لاَ تَتَفَآخر، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوْءَ. (1كورنثوس 13: 4 و15)- تلك المحبة التي تحرك التلميذ كما قد حركت الرب نفسه لبذل كل شيء، وإلى أن يعيش ويتعب ويضحي حتى الموت لأجل خلاص بني الإنسان. هذه الروح ظهرت في حياة بولس، فهو الذي قال: لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ لأن حياته أعلنت المسيح للناس. ثم قال: وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ- ربح المسيح. لأن الموت نفسه سيعلن قوة نعمته ويجمع له نفوساً. كما قال أيضاً: يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. (فيلبى 1: 21 و20).

 

مشتهى الاجيال 511 - 512