يحفل سفر النبي دانيال من العهد القديم بنبوّات هامّة جدّاً تخصّ الناس كافّة في أيّامنا الحاليّة، كما تمتدّ أيضاً إلى المستقبل القريب حيث المجيء الثاني للمسيّا. كثيرون يتجنّبون دراسة النبوة في الكتاب المقدس، لما قد ينطوي ذلك، حسب زعمهم، على مشاكل تقنية لا قدرة لهم على استيعابها، وبهذا يضيّعون على نفوسهم فرصة فهم مخطط يهوه لحياتهم في هذه الأيام الأخيرة، وهكذا تثقل قلوبهم في خمار وسكر وهموم الحياة، فيأتيهم يوم النهاية بغتة (لوقا 21: 34).
وهناك من ينادون فقط بالإيمان بتعاليم الإنجيل البسيطة ويدعون إلى ترك النبوات لأصحاب العلم أو كبار اللاهوتيين، أمّا العلمانيّون، على زعمهم، فلا شأن لهم بتلك النبوات الزمنيّة التي كتبت منذ أكثر من 2600 سنة. إلا أنّ الإنجيل بركائزه الإيمانيّة معلن بوضوح في سفر دانيال وبجدول زمنيّ غاية في الدقّة، وذلك من خلال نبوة الـ2300 يوم كما هو منصوص عليها في دانيال الأصحاحين 8 وَ 9.
سفر دانيال من أمتع الأسفار في الكتاب المقدس وذلك بسبب النبوات المفصّلة التي نقرأ عنها بين صفحاته. إنّ سلسلة الممالك في دانيال 2 تتبعها رؤى أكثر تفصيلاً تُظهر تاريخ الشرق الأوسط والعالم حتى نهاية الزمان. لكنّ الرؤى النبويّة التي نقرأها في دانيال 8 وَ 9 هي من بين الرؤى الأكثر أهميّة.