"إن شاء أحدٌ أن يعمل مشيئته (الله) يعرف التعليم هل من الله أم أتكلم أنا من نفسي" يوحنا 7: 17
منذ عشرين قرناً تقريباً سأل بيلاطس يسوع قائلاً "ما هو الحق؟" وكم من الناس مثل بيلاطس يسألون هذا السؤال الهام الحيوي ـ "ما هو الحق؟".
يسمع الإنسان تعليماً جديداً فيسأل "وكيف أعرف أن هذا التعليم صحيح؟" نشكر الله لأنه لا يخلص غير الحق ولا يثبت في الإمتحان سوى الحق. كل ما هو فاسد يتلاشى في بوتقة التجربة ويراه كل طالب حق فيعرف ويتأكد ما هو الحق. إنه لمن الضروري أن يميز المرء بين نظريات العالم وبين الحقائق الإلهية ولهذا فقد حبانا الله مرجعاً سامياً لفصل الحق من البُطل والخير من الشر فلا نلجأ إلى معتقدات الناس وآرائهم طالما لنا هذا المرجع الإلهي.
دليل أمين يوثق به
1. أية قوة تهدي الإنسان إلى معرفة طريق الحق؟
"أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس" رومية 9: 1. "وأذناك تسمعان كلمة خلفك هذه هي الطريق اسلكوا فيها حينما تميلون إلى اليمين وحينما تميلون إلى اليسار" اشعياء 30: 21
يعمل الروح القدس عمله في قلوب طلاب الحق ويرشدهم إلى النور الكامل والطريق المستقيم.
2. كيف يعرف الإنسان هل الروح القدس المتكلم فيه أم سواه؟
"وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" يوحنا 16: 13. "قدّسهم في حقك كلامك هو حق" يوحنا 17: 17
لا يُمكن أن يعلم الروح القدس تعليماً لا يوافق تعليم الكتاب ولا ينطبق على قياس الحق الإلهي. ما هو الحق؟ نرى في كلام المسيح أبسط جواب وأسهل ما يمكن فهمه عندما قال "كلامك هو حق" ـ الكلام المبطن بين غلافي الكتاب المقدس. هذا هو الكلام المحتوي على الحق وكل الحق. وكل ما يناقض القول الإلهي "هكذا قال الرب" ليس بحق بل هو خطر يهدد بالهلاك. قال يسوع: "كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع" متى 15: 13.
كل طالب حق مخلص في طلبه يجد الخلاص والسلامة بواسطة الروح القدس الهادي إلى كل الحق. يسوع نفسه وعدنا بإرسال هذا الروح ليرشدنا إلى جميع الحق. يقول يعقوب: "إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له" يعقوب 1: 5.
3. هل يكون مبرراً عند الله من يتبع فقط النور الذي حصل عليه؟
"لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" رومية 2: 14 و 15.
لم تحظ كل البلدان بنور الكتاب المقدس ولم يسمع كل قاطني الأرض ببشارة الملكوت والخلاص على ان الروح القدس نور كل الشعوب يبكت الجميع على الخطية ويتكلم لقلوب الجميع. فالوثنيون يعرفون الحق بالطبيعة ويفهمون ما هو البُطل فاذا ما تبعوا النور على قدر ما هو منير امامهم فانهم لا محالة مخلصون . ولا يسهُ عن بالنا ان الله لا يتغاضى عن جهلنا الكلمة عندما نهمل. الفرص السانحة لدرسها وفهمها بل سنعطي حسابا على النور الذي كان لدينا ورفضنا الاستنارة به.
4. كيف يتأكد الطالب انه وجد المخلص؟
"وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلوبكم" ارميا 29: 13
إن الوصول إلى معرفة الحق والإستقاء من ينبوعه ـ يسوع المسيح ـ ميسورٌ لكل طالب باخلاص. أما إذا درس المرء الكتاب طمعاً في إثبات نظريات خاصة به وفتّش الكلمة عازماً أن يتبع ما جاء فيها على موافقة مع أمياله فقط فدرسه هذا لا يثبت حقاً البتة.
ولكن الذي يطلب الحق بإخلاص وعزم على القبول والإمتثال إلى مناهي الرب فهو لا شك يجده لأنه "إن شاء أجدٌ أن يعمل مشيئته يعرف التعليم" يوحنا 7: 17.
نتائج رفض النور
5. إذا داوم المرء في مقاومة حق قد تبرهن له وتصلّب أمام جذب الروح القدس؟
"فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له" يعقوب 4: 17. "ولك إيمان وضمير صالح الذي إذا رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان أيضاً" 1تيموثاوس 1: 19. "يرتد قوم عن الإيمان. تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم" 1تيموثاوس 4: 1 و 2.
كثيرون ضلوا السبيل بتحولهم عن حق إتضح لهم وتقسّت ضمائرهم من أعمال ارشادات الروح ولا بد أن تنكسر بهم أخيراً سفينة النجاة. يُصلّح الملاحون الأبرة المغناطيسية كلما وصلوا إلى مكان تؤثر طبيعته على هذه الآلة فتجعلها عاجزة عن القيام بعملها كما يجب. كذلك فالكتاب المقدس يصّلح الأبرة المغناطيسية الخاصة بالنفس ـ الضمير ـ ليبقى سائراً بموجب الحق الإلهي.
6. أية الضلالات الفظيعة يقترفها أحياناً من يستخفون ببراهين الحق؟
"اسمعوا كلام الرب أيها المرتعدون من كلامه. قال اخوتكم الذين أبغضوكم وطردوكم من أجل اسمي ليتمجد الرب. فيظهر لفرحكم أما هم فيخزون" اشعياء 66: 5. "سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" يوحنا 16: 2.
كثيراً ما أُضطهد المتمسكون بالمعتقدات الخاطئة الأقليات المؤمنة فلو أنهم قابلوا معتقداهم هذه بكلمة الله التي لا خطأ فيها لشعروا بغلطهم وبسوء تصرفهم القبيح.
حلول البُطل في مكان الحق
7. كم من الناس يقبلون البُطل ويجعلونه حقاً بسبب الإستمرار في الإمتناع عن سماع كلمة الحق؟
"الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد آمين.. وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" رومية 1: 25 و 28. "وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا ولأجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سرّوا بالإثم" 2تسلونيكي 2: 10-12. "بل قد تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم. يعترفون بأنهم يعرفون الله ولكنهم بالأعمال ينكرونه اذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون" تيطس 1: 15 و 16
عندما يرفض الإنسان اتباع المسيح وتعاليمه، عندما يهمل مراعاة قوانين الكتب المقدسة وفروضها وعندما يخل بالقيام في الواجب نحو خالقه فلا بد أن ينتهي إلى حالة يصبح فيها من أنصار البُطل فيرى الحق بُطلاً والبُطل حقاً وبئس المصير.
8. كيف يفسر البعض كلمة الله ليدافعوا عن معتقداتهم؟
"بل قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكر ولا غاشين كلمة الله بل بإظهار الحق مادحين أنفسنا لدى ضمير كل انسان قدام الله" 2كورنثوس 4: 2. "ويلٌ للقائلين للشر خيراً وللخير شراً الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً الجاعلين المر حلواً والحلو مراً" اشعياء 5: 20. "إذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم. الذين هم قد فقدوا الحس أسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة في الطمع.. ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" أفسس 4: 18 و 19 و 20.
كثيرون أساؤوا استعمال آيات الكتاب المقدس دفاعاً عن نظرياتهم فراحوا يفسرونها بما تقتضيه مآربهم دون ما إلتفات إلى معناها الأصلي ومقارنتها بغيرها من الآيات التي تنطبق على معناها الحقيقي. إنه لمن الخطر الجائح أن يثبت الإنسان في الخطأ حباً بنظرية يرغب في إسنادها أو حباً في النيل من الذين لا يتفقون وإياه على المعتقدات الدينية. أيها الصديق لا تحزن روح الله الذي يكلمك ويرشدك سواء السبيل.
كم هم المقاومون حباً بالمقاومة والمحاجون حباً بالمحاجة والمعترضون حباً بالإعتراض فعن هؤلاء يقول الرسول لتيموثاوس: "تجّنب مثل هؤلاء" لأنهم يتعللون "بمباحثات ومماحكات الكلام" و "ويظنون أن التقوى تجارة". وكم هم الذين يستشيرون الأرواح في محفل مناجاة الأرواح كأن الحق منبعث من هذه الأرواح الشريرة فيعرضون عن نصائح الكتاب المقدس المرجع الوحيد لإيماننا ومعتقداتنا. لقد بحثنا في احد الدروس الماضية عن ماهية الأرواح وعملها وتضليلها فراجع هذا الدرس للوقوف على أعمال الشيطان الخفية.
خطورة الإسترشاد بحكمة الإنسان
9. ماذا تكون النتيجة على من يتبع مثال الرؤساء الدينيين وتعاليمهم الضالة؟
"أتركوهم هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى سقطان كلاهما في حفرة" متى 15: 14. "ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يُضرب قليلاً. فكل من أعطي كثيراً يُطلب منه كثير" لوقا 12: 48.
منهم من يدافع عن البُطل لأنه بنى على معتقدات القادة الروحيين الذائعي الشهرة. وكم من ألوف لا يعرفون الكتاب المقدس ويدّعون بالتدين والصلاح وجل ما يحسبونه ديناً هو التقيد بأقوال كبار الرؤساء الدينيين وتعاليمهم. فبدلاً من أن "يفتشوا الكتب" يركضون إلى استشارة القادة الضالين الذين لا يبنون تعاليمهم على أساس الكتاب. قال يسوع: "وان كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة". ليس من الصواب أن يكون قياس الحق لضمير الإنسان إنسان آخر أو نظاماً دينياً غير مبني على تعليم الكتاب بل ليكن المسيح مثالنا وكلام الله مرشدنا وكفى.
10. الرجل المغشوش الذي يفضل آراء الناس على كلمة الله لا بد له أن يدفع ثمن عصيانه ولنا من قصة النبي الذي سار وراءه النبي الشيخ ليقنعه بالنكوص في الطريق الذي كان ذاهباً فيه بأمر من الله خير انذار لنا حتى لا نسمع إلا لأقوال الله تاركين كل مشورات الناس. اقرأ الإصحاح الثالث عشر من سفر ملوك الأول لتطلع على القصة بكاملها. "فقال له أنا أيضاً نبي مثلك وقد كلمني ملاك بكلام الرب قائلاً أرجع به معك إلى بيتك فيأكل خبزاً ويشرب ماء. كذب عليه" 1ملوك 13: 18
لقد انغّش النبي بالخدعة فلم يتبع ارشاد الله الخصوصي فهل برَّرَ انخداعه عمله؟ كلا. لقد دفع غالياً ثمن هفوته وانحرافه عن طريق الله. في ذلك اليوم نفسه راح ضحية عصيانه وطُلبت منه نفسه. "إن الأنبياء الذين كانوا قبلي وقبلك منذ القديم وتنبأوا على أراضٍ كثيرة وعلى ممالك عظيمة بالحرب والشر والوباء... فقال ارميا النبي لحننيا النبي اسمع يا حننيا. إن الرب لم يرسلك وانت قد جعلت هذا الشعب يتكل على الكذب. لذلك هكذا قال الرب. هأنذا طاردك عن وجه الأرض هذه السنة تموت لأنك تكلمت بعصيان على الرب" ارميا 28: 8 و 15 و 16.
أرسل الله بواسطة أنبيائه الملهمين رسالة إلى شعبه اسرائيل يحرضهم على التعاون مع المنتصرين البابليين، وارميا النبي كان يكرز هذه الإرشادات على مسامع الشعب وينذرهم بالنتائج الوخيمة التي تصدر عن الإستهانة بنصائح الله. ولكن الشعور الوطني قد أضاع رشدهم فراحوا يلتمسون رسالات تتناسب ورغباتهم وكبرياءهم القومي فقام فيهم حننيا يتزعم ويقودهم في الضلال. فماتوا ضحية إهمالهم كلمة الله ولم يعتبر تصديقهم كلام الأنبياء عذراً.
11. أية غلطة اقترفها الجمع على عهد المسيح؟
"فأجابهم الفريسيون ألعلكم أنتم أيضاً قد ضللتم. ألعل أحداً من الرؤساء أو من الفريسيين آمن به" يوحنا 7: 47 و 48. "فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا" متى 27: 25.
رضي الشعب بصلب المسيح لأنهم تأكدوا أن رؤساءهم وقادتهم الروحيين لا يمكن لأن يضلوا. كم هم اليوم الذين يتمسكون بتعاليم لا تمُتُ إلى الكتاب المقدس بشيء. ومع ذلك فهم يعظمونها لأن القادة الروحيين ينادون بصحتها.
12. ما الإنذار الصارم ضد أتباع القادة الروحيين بدلاً من تعاليم الكتاب المستقيمة؟
"لأنه سيكون وقتٌ لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات" 2تيموثاوس 4: 3 و 4. "فأجاب وقال لهم وأنتم أيضاً لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم.. وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس.. فأجاب وقال كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع" متى 15: 3 و 9 و 13. "ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين.. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً" متى 24: 11 و 24 و 25. "ولكن كان أيضاً في الشعب أنبياء كذبة كما سيكون فيكم معلمون كذبة الذين يدّسون بدع هلاك وإذ ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً وسيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يُجدّف على طريق الحق" 2بطرس 2: 1 و 2. "الذين يقولون للرائين لا تروا وللناظرين لا تنظروا لنا مستقيمات. كلمونا بالناعمات انظروا مخادعات. حيدوا عن الطريق ميلوا عن السبيل اعزلوا من أمامنا قدوس اسرائيل" اشعياء 30: 10 و 11.
دقق في درس هذه الآيات المذكورة أعلاه فهي تنذر الناس لئلا يقبلوا التعاليم الناعمة المخادعة بدلاً من وصايا الله. "كهنتها خالفوا شريعتي ونجّسوا أقداسي. لم يميزوا بين المقدّس والمحلل ولم يعلموا الفرق بين النجس والطاهر وحجبوا عيونهم عن سبوتي فتدنستُ في وسطهم" حزقيال 22: 26. "اسمعوا قول الرب يا بني اسرائيل. إن للرب محاكمة مع سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا احسان ولا معرفة الله في الأرض.. فيكون كما الشعب هكذا الكاهن وأعاقبهم على طرقهم وارد أعمالهم عليهم.. قد هلك شعبي من عدم المعرفة. لأنك رفضت المعرفة ارفضك أنا حتى لا تكهن لي ولأنك نسيتَ شريعة إلهم أنسى أنا أيضاً بنيك" هوشع 4: 1 و 9 و 6.
رفض القساوسة سبت الشريعة ولم يميزوا بين المحلل والمقدس. علّموا أن شريعة الله قد نُقضت فكانت النتيجة حصاد الفوضى والعصيان. إذا اردنا أن نجد سلام الضمير ورجاء بالحياة الأبدية فلا بد من الرجوع إلى التعليم المسيحي كما في العصور الأولى فتتجد حينئذٍ ضمائرنا مع الوصايا ونكف عن الإمتثال لأقوال البشر وقادتهم مقتنعين بيسوع المسيح دليلنا الوحيد وبكتابه المقدس دستور حياتنا الروحية.
لنحمل في أذهاننا ونحن نبحث عن الحق ونتساءل "ما هو الحق" هذه الآيات الثمينة:
"قدّسهم في حقك كلامك هو حق" يوحنا 17: 17. "سراج لرجلي ونور لسبيلي" مزمور 199: 105. "أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل" أمثال 4: 18.
في سكون الشركة مع الله
"ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" أعمال 5: 29. تندفع الألوف على شفير الهلاك لأنهم يتبعون وصايا الناس وتعاليمهم وينبذون حق الكتاب المقدس. "لا تتبع الكثيرين إلى فعل الشر. ولا تجب في دعوى مائلاً وراء الكثيرين للتحريف" خروج 13: 2.
شدّد الرسول بولس على المسيحيين ألا يتبعوا تعاليم الرؤساء إذا هي لم تكن منطبقة على الإنجيل. "ولن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما" غلاطية 1: 8.
حدث في الحملة الإيطالية على الحبشة أن سائقاً وهو ينزل لم يتبين طريقه بسبب العجاج المتصاعد من الطريق فبدلاً من أن يلف منعطفاً بقي موجهاً سيارته على خط مستقيم فهبط في الوادي وتبعه الثاني والثالث والرابع معتقدين جميعاً أنه على صواب فإقتدوا به وهلكوا مثله. علينا أن نحول أنظارنا عن الناس لنتطلع إلى المسيح مثالنا الأكمل فلا نسقط وراء الهالكين.
صلاة
طَهِّر قلبي يا إلهي وقَوِّم إعوجاجي وثبّت إيماني بك وبكلمتك الهادية إلى كل الحق حتى لا يبقى في حياتي أثر للإعوجاج والإنحراف عن مسالك الحياة الأبدية باسم يسوع الفادي أطلب استجاة صلواتي آمــــــين.