اذكر يوم السبت لتقدسه (خروج 20: 8)
لقد قُدِّس السبت عند الخليقة. وحيث أنه قد جعل لأجل الإنسان فقد بدأ عندما: تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا ، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ. (أيوب 38: 7) . كان السلام سائداً حينئذٍ على العالم لأن الأرض كانت في حالة انسجام ووفاق مع السماء. رَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. (تكوين 1: 31)، واستراح فرحا بما أتمه من عمل .
ولكونه استراح في يوم السبت: لذلك بَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ. لقد أفرز للعمل المقدس وأعطاه الله لآدم كيوم راحة وكان تذكارا لعمل الخلق، وهكذا صار رمزا لقدرة الله ومحبته. والكتاب يقول إن الله: صَنَعَ ذِكْرًا لِعَجَائِبِهِ، لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ. (تكوين 3:2؛ مزمور 4:111؛ رومية 1: 20).
والذي خلق كل شيء هو ابن الله: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ … كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. (يوحنا 1: 1-3). وحيث أن السبت هو تذكار لعمل الخلق إذا فهو علامة على محبة المسيح وقدرته.
إن السبت يتجه بأفكارنا إلى الطبيعة ويجعلنا في حالة ارتباط بالخالق. ففي أغاريد الطيور وحفيف الاشجار وموسيقى البحار لا نزال نسمع صوت ذاك الذي قد نادى آدم في جنة عدن في وسط هبوب ريح النهار. وإذ نشاهد قدرته في الطبيعة نتعزَّى لأن الكلمة التي خلقت كل شيء هي التي تتكلم بكلام الحياة للنفس. وذاك: الَّذِي قَالَ:«أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا ، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2كورنثوس 4: 6).
هذا الفكر هو الذي ألهم المرنم بهذه التسبيحة: لأَنَّكَ فَرَّحْتَنِي يَا رَبُّ بِصَنَائِعِكَ . بِأَعْمَالِ يَدَيْكَ أَبْتَهِجُ . مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! وَأَعْمَقَ جِدًّا أَفْكَارَكَ! (مزمور 92: 4،5).
مشتهى الأجيال 257-258